الشيخ المصري (مبروك عطية) من أسمح المشايخ وأكثرهم بشاشة، شاهدت له حلقة تلفزيونية ذكر فيها: أن هناك أمام مسجد قريب من بيته كان مغرما على الدوام بقراءة الآية الكريمة على المصلين التي جاء فيها: (يوم نقول لجهنم هل امتلأتِ وتقول هل من مزيد)، ويأخذ يرددها بصوت مرتفع أكثر من ثلاث مرات، وعمره ما ذكر الآية التي تسبقها والقائلة: (والنخل باسقات لها طلع نضيد رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا) - انتهى.
ومع الشيخ عطية حق في ذلك لأن المولى عز وجل قال لرسوله: (طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى)، كما أنه سبحانه وتعالى ذكر بيوت الأحياء (64) مرة، ولم يذكر المقابر في القرآن الكريم سوى ست مرات فقط لاغير، فما بال الغالبية العظمى من مشايخنا الكرام يلفون ويدورون دائما حول البحث عن النكد، وعلى الوعيد الذي يخلخل الأوصال، ويجعل الإنسان يشك حتى بنفسه ؟!
وإذا أنا قلت هذا الكلام فلست طبعا مع بعض المشايخ الذين هم (فاتحينها بحري) على الآخر، أكثر من اللازم، مثل الشيخ الأزهري (سعد الله الهلالي) الذي أفتى بأن شرب البيرة والخمر حلال لشاربها، على شرط أن تكون مصنوعة من غير العنب، هذا إذا شربها الإنسان ولم يسكر أو يضيع ــ (أي منعنش) فقط ــ، وذلك كما يزعم إنه على مبدأ الإمام (أبو حنيفة)، وقد نسي ذلك الشيخ الحديث الشريف الذي (لعن الله الخمر وشاربها، وساقيها، وعاصرها، ومعتصرها، وبائعها، ومتباعها، وحاملها والمحمولة إليه، وكذلك آكل ثمنها)، أعاذنا الله وأبعدنا عنها، أو ذلك الشيخ (التحفة) الذي يعتبر مجرد تقبيل الفتيان للفتيات ما هو إلا من (اللمم) البسيط.
كما أنني لا أستسيغ بعض المشايخ الذين يمزجون الهزل بالجد في خطبهم بدون داع مثل إمام أحد المساجد في الضفة الغربية الفلسطينية وهو من أشد المتحمسين للقضية، وذلك عندما أراد أن يهاجم بروح ثورية الاحتلال الإسرائيلي في صلاة يوم الجمعة، عندما فاجأ المصلين ورفع عقيرته عن آخرها وهو يترنم بمقطع من أغنية الأطلال لأم كلثوم قائلا بنفس رتم اللحن المموسق وأخذ يجعر بأعلى صوته: (أعطني حريتي أطلق يديا) ويختمها متأوها وهو يقول: (آآآآآه من قيدك أدمى معصمي)، ولم يكن ينقص له إلا أن يمسك بيده المنديل الشهير (للست) لتكتمل الرصة، وكأنه على خشبة المسرح لا على المنبر.
هذه الطرق والتبسط فيها أنا شخصيا لا أحبذها، رغم أنني أؤمن بعبقرية الضحك مقتديا بالقول الكريم: (وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة).
مع الأسف فالكثير من مشايخ الغم لا يتعبون من ترديد الحديث الشريف في صحيح البخاري عن أبي هريرة أنه قال: إن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام دخل على صحابته وهم يضحكون، فقال لهم: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، فتركهم بعد أن تحول ضحكهم إلى بكاء.
وأزيد على أسفي أسفا وأقول: إن هؤلاء المشايخ يقفون عند هذا الحد من الحديث لأنه يرضي مزاجهم فقط، ولكن لو أنهم أكملوه لقرأوا فيه، أن جبريل عليه السلام قال للرسول في حينها: يا محمد إن الله يقول لك: لم تيأس من عبادك؟! فتبسم رسول الله.
Meshal.m.sud.1@gmail.com
ومع الشيخ عطية حق في ذلك لأن المولى عز وجل قال لرسوله: (طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى)، كما أنه سبحانه وتعالى ذكر بيوت الأحياء (64) مرة، ولم يذكر المقابر في القرآن الكريم سوى ست مرات فقط لاغير، فما بال الغالبية العظمى من مشايخنا الكرام يلفون ويدورون دائما حول البحث عن النكد، وعلى الوعيد الذي يخلخل الأوصال، ويجعل الإنسان يشك حتى بنفسه ؟!
وإذا أنا قلت هذا الكلام فلست طبعا مع بعض المشايخ الذين هم (فاتحينها بحري) على الآخر، أكثر من اللازم، مثل الشيخ الأزهري (سعد الله الهلالي) الذي أفتى بأن شرب البيرة والخمر حلال لشاربها، على شرط أن تكون مصنوعة من غير العنب، هذا إذا شربها الإنسان ولم يسكر أو يضيع ــ (أي منعنش) فقط ــ، وذلك كما يزعم إنه على مبدأ الإمام (أبو حنيفة)، وقد نسي ذلك الشيخ الحديث الشريف الذي (لعن الله الخمر وشاربها، وساقيها، وعاصرها، ومعتصرها، وبائعها، ومتباعها، وحاملها والمحمولة إليه، وكذلك آكل ثمنها)، أعاذنا الله وأبعدنا عنها، أو ذلك الشيخ (التحفة) الذي يعتبر مجرد تقبيل الفتيان للفتيات ما هو إلا من (اللمم) البسيط.
كما أنني لا أستسيغ بعض المشايخ الذين يمزجون الهزل بالجد في خطبهم بدون داع مثل إمام أحد المساجد في الضفة الغربية الفلسطينية وهو من أشد المتحمسين للقضية، وذلك عندما أراد أن يهاجم بروح ثورية الاحتلال الإسرائيلي في صلاة يوم الجمعة، عندما فاجأ المصلين ورفع عقيرته عن آخرها وهو يترنم بمقطع من أغنية الأطلال لأم كلثوم قائلا بنفس رتم اللحن المموسق وأخذ يجعر بأعلى صوته: (أعطني حريتي أطلق يديا) ويختمها متأوها وهو يقول: (آآآآآه من قيدك أدمى معصمي)، ولم يكن ينقص له إلا أن يمسك بيده المنديل الشهير (للست) لتكتمل الرصة، وكأنه على خشبة المسرح لا على المنبر.
هذه الطرق والتبسط فيها أنا شخصيا لا أحبذها، رغم أنني أؤمن بعبقرية الضحك مقتديا بالقول الكريم: (وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة).
مع الأسف فالكثير من مشايخ الغم لا يتعبون من ترديد الحديث الشريف في صحيح البخاري عن أبي هريرة أنه قال: إن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام دخل على صحابته وهم يضحكون، فقال لهم: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، فتركهم بعد أن تحول ضحكهم إلى بكاء.
وأزيد على أسفي أسفا وأقول: إن هؤلاء المشايخ يقفون عند هذا الحد من الحديث لأنه يرضي مزاجهم فقط، ولكن لو أنهم أكملوه لقرأوا فيه، أن جبريل عليه السلام قال للرسول في حينها: يا محمد إن الله يقول لك: لم تيأس من عبادك؟! فتبسم رسول الله.
Meshal.m.sud.1@gmail.com